ثم أن أهل الصفة كان أكلهم فى المسجد ونومهم فى المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤانسهم ويجلس معهم ويأكل معهم ويحث الناس على إكرامهم ومعرفة فضلهم .
وقد ذكرهم الله تعالى فى مواضع من القرآن منها قوله تعالى "لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ"[3] وقوله تعالى"وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ"[4]
ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقوم من مجلسة إذا جلس اهل الصفة حوله حتى يقومون وكان إذا صافحهم لم ينزع يده من ايديهم قبلهم [5]
وقد عاش أهل الصفة عيشة زهد وتقشف وكان عليهم جلباب الصوف لم يكن عندهم غيرها يقضون اوقاتهم فى قراءة القرآن وتدبره وفى الذكر والتفكر وكانوا من خاصة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد اعتبروا المثال الاول للمتجردين من الفقراء وقد كلم جماعة من اشراف العرب النبي أن يترك هؤلاء لكى يتمكنوا من مجالستة فابي وقال الحمد لله الذى لم يمتنى حتى امرني أن اصبر نفسي مع قوم من امتي معكم اشعث اغيرلو اقسم الله لابره .
وقد كان البراء بن مالك احد اهل الصفة
وسيتخذ الصوفية بعد هذا الحديث ويعتبرونه من سمات الصوفى الكامل كما ان احدهم وهو وابصة بن معبد الجهنى حفظ لنا الحديث المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى يعتبر جوه رالتصوف وهو ياوابصة جئت تسألني عن البر والإثم ياوابصة استفت قلبك استفت نفسك البر ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه والإثم ما حاك فى النفس وتردد فى الصدر وإن اقتاك الناس وافتوك وقد اعتني بذكر هذه الطائفة وتتبع تاريخها اوائل مؤرخى التصوف والسبب فى هذا حياة هؤلاء وسيرهم كان توطئة لمذاهب التصوف .
[1] - السراج الطوسي اللمع ص 183
[2] - ابو نعيم حلية الأولياء ج 1ص 238
[3] -سورة البقرة الاية 273
[4] - سورة الكهف الاية 28
[5] - السراج الطوسي اللمع ص 183