وعن معاذ رضى الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي وقال يامعاذ والله لاحبك فقال يامعاذ لا تدعن فى دبر كل صلاة تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك رواه ابو داود والنسائي بإسناد صحيح .
وفى صحيح مسلم عن ثوبان رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقال اللهم انت السلام ومنك السلام تباكت ياذا الجلال الاكرام قيل للاوزاعي احد رواة الحديث كيف الاستغفار قال ؟ تقول استغفر الله وفى كتاب ابن السني عن انس رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى صلاته مسح جبهته بيده اليمنى ثم قال اشهد ان لا إله إلا الله الرحمن الرحيم اذهب عني الهم والحزن
وفيه عن ابي سعيد الخدري رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من صلاته لا أدرى قبل ان يسلم او بعد ان يسلم يقول سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
وروى البيهقى عن انس رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لان اذكر الله تعالى مع قوم بعد صلاة العصر الى ان تغيب الشمس احب الى من الدنيا وما فيها .
واما قوله تعالى "وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ"[1] وقوله تعالى "وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا"[2] الايات فإنها أيات مكية نزلت لئلا يسمع المشركون القرآن فيسبونه ويسبون من انزل فأمر به سدا للذيعة كما نهي عن سب عبده الاصنام لذلك
وقوله تعالى "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً"[3] قال الحافظ ابن حجر فى صحيح البارى والقاضي اى معلنين ومسرين او اعلانا واسرار ومال إليه المفتى ابو السعود فى تفسيره والفاضل ابن الكمال والشيخ فى المدرك عند قوله تعالى تضرعا اى معلنين بالضراعة قلت ومعلوم ان الاعتداء فى الدعاء مردود بقوله تعالى "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"[4]
قال بعضهم إن قوله تعالى "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" مختص بالدعاء ولولا ذلك للزم ان يشتمل على الجهر بقراءة القرآن فى الصلاة والخطبة والاذان والاقامة والتلبية فى الحج فنفر من ورطة ونقع فى ورطة اخرى ونعوذ بالله من الورطتين .
[1] - سورة الاعراف الاية 205
[2] - سورة الاسراء الاية 110
[3] - سورة الاعراف الاية 55
[4] - سورة الاعراف الاية 55